#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]() مصائد الشيطان وشباكه
من جملة ما أوصى به مولانا الإمام أبو عبد الله جعفر بن مُحمد الصادق ![]() مقدّمة إنّ عداوة الشيطان للإنسان ذات جذور عميقة في التاريخ، ضاربة في القدم السحيق إذ نشأت يوم نشأ آدم وحوّاء ![]() وقد برزت هذه العداوة للوجود يوم أمر الله ملائكته بالسجود لأبينا آدم ![]() دور الآيات والوصايا في المواجهة قد جاءت الكثير من الآيات القرآنية مصرّحةً بعداوة الشيطان للإنسان، وبَيّن الله تعالى لنا فيها أنّ هذه العداوة قد اتخذتْ أساليب مختلفة وأشكالاً متباينة، ليتفطّن بنو آدم لمصائد الشيطان وكيده، وغروره وخداعه، وشراكه وأمانيه، ولكن العجب العجاب أنّ أكثر الناس في غفلة عن تنبّههم لهذه العداوة، بل إنّ الكثير منهم لمنساق بمحض اختياره تحت طوع وإرادة عدوّه. فبالله عليكم ماذا يُقال عن قومٍ يملكون كلّ أسباب القوّة، ويعرفون كلّ أساليب الدفاع والمقاومة، ومع هذا فقد انقادوا لعدوّهم، وسلّموا رقابهم له، وغدتْ إرادتهم خاضعة بطوع اختياره يوجّهها حيث ما شاء! أليس هذا هو عين الجهل؟ وكي لا تكون هذه المسيرة الجاهلة هي السائدة، وبالتّالي يكون الهلاك عاقبة بني البشر اتخذ أنبياء الله وأوصياؤهم الكرام ![]() ![]() برّ الإخوان قال الإمام ![]() إنّ إمامنا الصادق ![]() ![]() وقد أوصى ![]() ![]() وقد وَجَّهنا أبو عبد الله الصادق ![]() أخي المؤمن أختي المؤمنة: تأمّلوا هذا الحديث الشريف، وانظروا كيف جعل الإمام ![]() نقل الأقدام الى برّ الإخوان يتابع الإمام ![]() إنّ الإمام الصادق ![]() ![]() ![]() وروى جميل بن درّاج عن أبي عبد الله ![]() ويلٌ للساهين عن الصلوات لقد توعّد الله تعالى المضيّعين للصلاة بالغيّ عندما قال: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّ﴾17، كذلك هدّد الله الساهين عن الصلاة بالويل فقال: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾18، لأنّ في الصلاة الكثير من الأسرار والحكم، والمقاصد والغايات التي لا يعقلها هؤلاء فقط بل وللأسف لا يعقلها كثير ممّن يؤدّيها، ومن بين هذه الأسرار والحكم: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾19، حيث إنّ في الصلاة أعمالاً قلبية من نية، واستعداد للوقوف بين يدي الله، وذلك يُذكّر بأنّ المعبود جدير بأن تمتثل أوامره، وتجتنب نواهيه، فكانت الصلاة بمجموعها كالواعظ الناهي عن الفحشاء والمنكر، فإنّ الله قال: ﴿تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾، ولم يقل تصد وتحول أي أنّ الصلاة بمنزلة الناهي بالقول إذا قال لا تفعل الفحشاء والمنكر، وذلك لأنّ فيها التكبير والتسبيح، والتهليل والقراءة والوقوف بين يدي الله تعالى، وغير ذلك من صنوف العبادة كما قد سلف، وكلّ ذلك يدعو إلى شكله، ويصرف عن ضدّه، فيكون مثل الأمر والنهي بالقول، وكلّ دليل مؤدٍّ إلى المعرفة بالحقّ، فهو داع إليه، وصارف عن الباطل الذي هو ضدّه، وقد قال مولانا الإمام الصادق ![]() وروى ![]() ![]() ![]() وروى الإمام الصادق ![]() ![]() النائمين في الخلوات من طبيعة الإنسان أنّه إذا خلى بنفسه أن يكون النوم أحد وسائل راحته، وأسباب لذّته، فهل أراد مولانا الإمام الصادق ![]() ![]() ![]() في هذا النصّ طلب الإمام ![]() ![]() ![]() ومُراد الإمام ![]() المستهزؤون بالله وآياته في الفترات إنّ الساهين عن الصلوات سوف ينتقلون من مرحلة النوم في الخلوات إلى حيث يتعدّون حدود الله، ولا يُراقبون الله في أفعالهم، وسوف ينتهي بهم الأمر إلى أن يستهزؤوا بالله وآياته في الفترات حين يضعف الدين ويقلّ ناصروه والمحامون الذّابّون عنه، وما أكثر هذه النماذج في هذا الزمن.ولا داعي للإطالة بالكلام حول هذا الصنف، فإنّ أهل الإيمان يعرفونهم جيّداً، لذلك تراهم يردّون عليهم ما استطاعوا، ويتجنّبون مجالسهم، وقلوبهم تمقتهم، لأنّ حالهم كحال الذين وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾30. وعلى العكس هؤلاء المنافقين الذين ما ربحت تجارتهم، وما كانوا مُهتدين، يأتي المهتدون الذين وصفهم مولانا إمام العارفين وأمير المؤمنين وقائد الغُرّ المحجّلين علي بن أبي طالب ![]() قرآن ناطق إنّ مولانا الإمام الصادق ![]() ![]() وقوله سبحانه: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الله نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ * وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾33. ثمّ عُد مرّةً أخرى وتدبّر قول الله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ *الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾34، وتأمّل قول الإمام ![]() وبعد تدبّرك لآيات الله، وتأمّلك لقول وليّ الله الصادق ![]() ![]() * طلائع القلوب، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية. 1- عبد الله بن جندب البجلي الكوفي: كان من العُبّاد الزهّاد الثقات، وقد مَنّ الله تعالى عليه بصحبة ثلاثة من أئمة الهدى الصادق والكاظم والرضا ![]() ![]() ![]() 2- الفترة: مدة تقع بين زمنين، وقيل الضعف والانكسار، والمراد بها زمان ضعف الدين، والله تعالى أعلم. 3- الفقيه المُحدث الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني، تحف العقول، ص302، طبعة:2، جماعة المدرسين، قم. 4- سورة الأعراف، الآية 22. 5- سورة يس، الآية 60. 6- سورة الحجر، الآيتان 30-31. 7- سورة الأعراف، الآية 12. 8- سورة التوبة، الآية 51. 9- سورة البقرة، الآية 268 . 10- الحُر العاملي، وسائل الشيعة، ج16، ص387، طبعة:1، مؤسسة آل البيت ![]() 11- الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج4، 358، طبعة:2، مؤسسة النشرالتابعة لجماعة المدرسين بقم. 12- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص672. 13- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص175-176. 14- سورة التغابن، الآية 16. 15- سورة الحشر، الآية 9. 16- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص206. 17- سورة مريم، الآية 59. 18- سورة الماعون، الآيتان 4-5. 19- سورة العنكبوت، الآية 45. 20- الشيخ الصدوق، معاني الأخبار، ص236-237، باب معنى ما روي أن الصلاة حجزة الله في الأرض. 21- الشيخ الكليني، الكافي، ج3، ص267، باب من حافظ على صلاته أو ضيعها. 22- سورة الماعون، الآية 5. 23- الحُر العاملي، وسائل الشيعة، ج4، ص107، باب وجوب المحافظة على الصلوات في أوقاتها. 24- سماحة الإمام علي الحُسيني الخامنئي دام ظله، من أعماق الصلاة، ص73، طبعة جمعية المعارف الإسلامية. 25- أبن شعبة الحراني، تحف العقول، ص301. 26- مفردها خلوة: يقال: "..انفرد به في خلوة، ويقال خلا بنفسه، وخلا إليه، وخلا معه انفرد، ويقال اخل بأمرك تفرد به وتفرغ له، واخل معي حتى أكلمك كن معي خاليا.." يراجع المعجم الوسيط، ج1، ص254. 27- سورة الحديد، الآية 4. 28- سورة النساء، الآية 108. 29- الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص594. 30- سورة البقرة، الآيات 14-16. 31- أبن أبي الحديد المدائني، شرح نهج البلاغة، ج1، ص176، طبعة:1، دار الكتب العلمية، بيروت. 32- سورة الماعون، الآيتان 4-5. 33- سورة الجاثية، الآيات 6-10. 34- سورة الماعون، الآيات 4-7. 35- محمد بن عيسى الترمذي، سنن الترمذي، ج5، ص663، حديث رقم 3788، طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت. 36- سورة ق، الآية 37. ![]()
|
![]() |
#2 |
![]()
صاجب الموقع
![]() |
![]() ![]() شٌكْــرَّاً لَكٌمْ ع/هــ اَلَمْوَضُــوَعَ اَلْرَّائِعَ
لا عُدِمــــنا عَطــــائِكٌم اَلْمُتّوَاصِــًــلْ جَعَلَــهُ الله فِـي مِيـزّانِ حَسَـنْاتِــكٌـم دٌمْتِّمْ بِعَيّْن اَلَبَاري وَرِعَايَتِهِ تَحِيّتِيــِ لكٌمْ |
![]() ![]() |
![]() |
#3 | |
![]() خادمة البتول ![]() |
![]() ![]()
|
|
![]() ![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() |
![]() ![]() اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَأَهْلُ بَيّتِهِ اَلْأَطَهَارَ
بارك الله بكم على الاطروحة القيمة والمميزة وفي انتظار جديدكم الأروع والمميز لكم مني أجمل التحايا وال تقدير وكل التوفيق لكِ يا رب |
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|